تصوير المشاهير في العزاء: إستعراضٌ باسم الحزن

ظاهرةٌ نراها تتفاقم مع احتلال وسائل التواصل الإجتماعي لحياتنا وأدمغتنا، وتكاد أن تصبح أمراً طبيعياً في هذا الزمن الغريب العجيب. مجلسُ عزاءٍ يترافق مع كاميرات معدّة سلفاً وميكروهات حاضرة لاستصراح الوجوه الفنية، لا لسؤالها عن آخر أعمالها بل لاستكشاف “ماذا تحب أن تقول لأهل الفقيد” خلال تقديمها لواجب العزاء.

نعم، في زمن العجائب تحوّلت المآتم من لحظات حزن وتأمل إلى منصات ظهور للمشاهير، بوجوه حزينة مُعدّة للكاميرا وتعليقات جاهزة للنشر. لم يعد الأمر تعاطفًا، بل استعراضًا مقصودًا.

وسائل الإعلام تسابق الزمن لتغطية العزاء بموافقة أهل الفقيد طبعاً وكأنه مهرجان، تستصرح المعزّين، وتحوّل الحزن إلى عرض تمثيلي. أعزائي، إنّ الموت لا يحتاج كاميرا لتوثيق المشاعر، بل صمتًا يحترم هيبته.

ما نراه اليوم أصبح استغلالًا لمشاعر الناس وصناعة محتوى من الحزن. والمطلوب: حضور بلا عدسات، وتعاطف بلا نشر.

أسكنه الله فسيح جنّاته بعيداً من عدسات الكاميرات…