“رصاصٌ “بلا عقل

 ما أشدّ مرارة الفرح حين يُلطّخ بدماء الأبرياء، وما أقسى البهجة حين تُفضي إلى مأساة لا رجعة فيها. تلك هي حال مجتمعاتٍ لا تزال ترضى بأن تواكب أفراحها بوابلٍ من الرصاص الطائش، وكأن الحياة باتت أرخص من لحظة نشوةٍ زائفة.

إنه لعبثٌ بحرمة الحياة حين تختلط أفراح البعض بأحزان آخرين، ويُستبدل صوت الفرح بصوت الأنين.

وإننا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى وعيٍ مجتمعي ناضج، يُدرك أن الفرح لا يكون إلا بما يصون الأرواح، لا بما يهدرها. فالمواطَنَة الحقّة تقتضي بأن يكون كل فردٍ عيناً تسهر على أمن الناس، لا يداً تمتدّ بما يؤذيهم.

لا يكفي أن تجرّم هذه الأفعال في القوانين، بل لا بد أن تُدان في وجدان الناس أولًا، حتى يصمت السلاح أمام صوت الإنسان، وتُحبس الرصاصة في وعي العقل.

فليكن الفرح فرحاً حقيقياً، لا بداية لألمٍ جديد. وليكن صوت العقل أرفع من دويّ الرصاص. فالوعي درع الحياة، والمجتمع الحيّ هو الذي يحرس أمانه بوعي أفراده، لا بفوهات البنادق.