هنا ليست براغ ولا مدريد ولا بودابست ولا فيينا، هنا المنارة، هنا كورنيش بيروت البحري، حيث حوّلت الأوركسترا الفلهارمونيّة اللبنانية ضوضاء المدينة إلى سكينةٍ وهدوءٍ. هي لحظاتٌ ليست كاللحظات، توقّف فيها الزمن ليعيش المارّة بتنوّعِهم الحلم والأمل ويتقاسموا نشوة الموسيقى الجامعة. فعسى أن تعيدَ آلات الأوركسترا الوترية وصل أوتارالإنسانية بين نسيج المجتمع الواحد، وعسى أن تبثَّ آلات النفخ نفحة أملٍ في شعبنا الغارق في المجهول وعسى أن تعيدَ آلات الإيقاع نبض الحياة لبيروت. ها نحن نشهد أخيراً على لوحةٍ ثقافيةٍ راقيةٍ على أرصفتنا المهملة، لوحة تلوّنت بعيون الأطفال بائعي الزهور الشاخصة وآذانهم الصاغية المأخوذة بهذا المشهد الراقي الذي أعطى الهدوء والصفاء لعاصمتنا ولو لساعات… فشكراً لك هبة القواس لقد أثبتِّ فعلاً لا قولاً أنك المرأة المناسبة في المكان المناسب وكم نحن بحاجة لأمثالك في مجتمعنا فألف تحية لجهودك!