هو الشاعر الذي لم يسعه فضاء الكلمة وظلّ يتنفّس المطالعة والكتابة حتى الرمق الأخير، وهو الممثل الذي تربّع على عرش المسرح وارتوى من خشبته، وهو المربّي والمعلّم الذي حمل هموم التربية رسالةً وصلاةً. هو الشغوف والصلب والحنون، هو الوطنيّ لأقصى الحدود، متعلّقٌ ومتجذّرٌ في أرضٍ عَشِقَها وخاف عليها خوف الأب على أبنائه والجدّ على أحفاده، هو المؤمنُ قولاً وفعلاً وممارسةً.
وليم حسواني الرحبانيُّ الوفاء والهوى، الراسخُ في وجدان الفن الأصيل والراقي تمثيلاً وغناءً وشعراً، في رصيده الفنيّ عشرات المسرحيات والإصدارات الشعرية، وفي رصيده التربويّ الإنسانيّ تأسيسٌ لمدرستين وصالونٍ للشعروالأدب اعتُبِر بمثابة أكاديمية للشعر واستقطب على مدارعشرين سنة شعراء وهواة تتلمذوا على فكره وخامة صوته.
تقديراً لتاريخه وفنّه الذي أغنى المكتبة الفنية والثقافية اللبنانية، أزيح الستار مؤخراً عن نصب تذكاريّ له، بمبادرة من عائلته ومحبّيه في بلدته رأس الحرف. لا شك أنّ الراحلَ وليم حسواني باقٍ في ذاكرة ووجدان اللبنانيين من خلال شعره وأعماله الفنية. فمباركٌ من يرحل تاركاً نتاجاً وإرثاً فكريّا، حصاداً وفيراً للأجيال القادمة، فهولا يموت أبداً بل يخلّد ويدخل التاريخ!