مشهد يومي يتكر على الطرقات إذ أصبحت الشاحنات على طرقاتنا عنواناً صارخاً لغياب المسؤولية. فالكثير من سائقيها يتصرّفون وكأن الطريق ملكٌ لهم وحدهم: يتباطأون في المسار الأيسر غير آبهين بمئات السيارات المتكدّسة خلفهم، يحاولون التجاوز في لحظةٍ خاطفة بلا حساب، يقفزون بين المسارات كما لو كانوا في سباق رالي، غير مبالين بأرواح من حولهم.
إنها قيادة لا يشوبها فقط الإهمال، بل تغلفها اللامبالاة التامة: لا صيانة، لا التزام، ولا حتى شعور بأن هناك قانون أو حياة بشرية على الطريق. وكأنّ السائق يقامر بالسلامة العامة، يضع الجميع على طاولة مخاطرة من أجل دقيقة يربحها أو شحنة يوصلها أسرع.
السؤال موجَّه إلى كل جهة معنيّة بسلامة الناس على الطرقات، بدءًا من وزارة الداخلية أوّلًا:
هل يجب أن ننتظر قرارات دولية أو تسويات نووية كبرى قبل أن نرى تنظيمًا لشاحنات الموت؟ كم حادثًا إضافيًا تحتاجون كي تتحرّكوا بجدّية وحزم أمام هذا التفلّت غير المسبوق؟ أسئلة يردّدها كل مواطن أصبح اليوم مشروع ضحية على الطرقات المهملة. فهل من مسؤول في هذا البلد المتروك يسمع، يستجيب ويتحرّك؟